منهجية تحليل السؤال الفلسفي
المقدمة
اهتمت الفلسفة منذ نشأتها في بالد اليونان
بالكائن البشري، وتطرقت لمجمل القضايا الشائكةض
التي تعترض وجوده في هذا العالم، سواء تعلق الأمر
بالمسائل الوجودية أو المعرفية
أو السياسية أو الأخلاقية. والسؤال المعروض على
ناظرنا ال يشذ عن هذه القاعدة. فهو يعرض
لمسألة (المجزوء)
وينفتح مضمونه على موضوع (المفهوم) وذلك
من خلال التطرق
لقضية مركزية تكمن في (المحور أو المحاور) وهذا السؤال الذي بين أيدينا
يطرح مفارقة يمكن
بسطها كتالي (المفارقة)،
الشيء الذي يدفعنا إلى طرح التساؤلات التالية:(مثال:
سؤال عن
المفهوم: ما الغير؟ سؤال يلائم السؤال المطروح:
هل وجود الغير يشكل تهديدا لوجود الأنا
سؤال معارض للسؤال المطروح أم إغناء لتجربتها؟).
العرض
قبل الإجابة عن هذا الإشكال يجدر بنا بدءا،
الوقوف على مفاهيم السؤال المركزية، فإذا كانت
الفلسفة حسب الفيلسوف الفرنسي " جيل دولوز
" هي صناعة وإبداع المفاهيم فإن هذا السؤال
يقوم على مجموعة من المفاهيم والمصطلحات
الفلسفية التي تقربنا لمضمونه اكثر (المفاهيم
وشرحها إن أمكن وبيان العلاقة بينها) ولنقترب اكثر من مضمون هذا السؤال نقترح الإجابة
التالية (الأطروحة
التي تجيب على السؤال (بنعم) بطريقتك الخاصة دون ذكر أي فيلسوف مع
تقديم أمثلة من الواقع) واخيرا الاستناد الى مواقف واطروحات تلائم نفس الإجابة السابقة (مع
تقديم حجج تلك الأطروحات (مثال:
سارتر–هيجل..)
(الانتفال بسؤال من التحليل إلى المناقشة: الى اي حد
يمكننا الاكتفاء بهذه المواقف كحل
لهاته الإشكالية، أليست هناك
مواقف اخرى تغني هذا النقاش؟)
لمناقشة مضمون هذا السؤال الذي سبق وعرضناه في
التحليل وجب بيان قيمته وحدوده فلقد
اكتسى مضمون هذا السؤال (موقف: سارتر وهيجل) قيمة فلسفية وفكرية تمثلت في
(نقط
قوة الاطروحات). لكن هذا الطرح ال يعني أنه يمثل الإجابة الشاملة والمحيطة بهذا
الموضوع
فهو يعتبر مجرد زاوية من زوايا النظر الفلسفي
الذي يتميز بغناه وثراه وتباين أفكاره مما يفتح
أفق التفكير على مصرعيه، الشيء الذي يجعل من
الوقوف على ثغرات هذه الأطروحة امر الزم
للانفتاح على مواقف جديدة حيث أغفل (نقط ضعف الاطروحات) مما يدفعنا استدعاء موقف كل
من (المعارضين)
(مثال: ديكارت–غاستون برجي) ...
ملحوظة:
إعطاء أمثلة من الواقع عند ذكر كل اطروحة مؤيدة أو معارضة.
(الانتقال
بسؤال من المناقشة إلى الاستنتاج. مثال: ماهي الخالصات والاستنتاجات التي يمكن
الوقوف عليها بعد تحليل ومناقشة
هذا السؤال؟)
الخاتمة
انتهى بنا المطاف بعد تحليلنا ومناقشتنا هذا
السؤال إلى إبراز الخالصات التالية:
-أولا : الاطروحات التي تجيب على السؤال
بنعم انتهت إلى التأكيد على أن (خلاصة المواقف
التي تجيب بـ: نعم).
-ثانيا :(خلاصة
المواقف المعارضة التي تجيب ب ـ: لا).
-ثالثا :(رأيك الشخصي). إن هذا الاختلاف
بين التصورات يرجع إلى اختلاف المنظور الذي تطرق من خلاله
كل مفكر لمسألة (القضية)،
وهذا الاختلاف ال يعبر عن عجز الفلسفة بقدر ما يكشف عن غنى
وثراء الفكر الفلسفي، الذي لا يقبل بالأجوبة
الجاهزة بقدره يظل منفتحا ً على السؤال مادام كل
جواب في الفلسفة هو بمثابة سؤال جديد، يشرع
الفكر الفلسفي على التعدد والاختلاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق